الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنه لا حرج على المسلم في القراءة بأي رواية من الروايات الثابتة عن القراء العشرة، لأن الروايات المروية عنهم كلها متواترة يصح الأخذ بها، والتلاوة بها، ولكن الأولى أن تقرئي القرآن بالرواية المعروفة في البلد الذي أنت فيه لتوفر من يساعدك في التصحيح، ولتسلمي من أن يخطئك بعض العوام عند سماعهم لرواية لم يألفوها.
وتجدر الإشارة إلى أن قراءة القرآن تحتاج إلى المشافهة أولًا، لتصحيح النطق به؛ لأن الإنسان إذا لم يتلق القرآن من شيخ فإنه قد يقرأ الكلمة أو الآية على وجه غير صحيح.
وأما عن القراءة في الهاتف: فلا حرج في ذلك، كما لا حرج في أن تقرئي نصف سورة من المصحف، ثم تكملي من الهاتف لأي سبب كان، وانظري الفتوى رقم: 127203.
وأما عن أجر القراءة في الهاتف: فنرجو أن ينال القارئ فيه أجر التلاوة من المصحف؛ مع أن الأولى القراءة من المصحف العادي لأنه معدّ لذلك.
وقد سئل الشيخ/ صالح الفوزان: هل القراءة في مصحف الجوال أفضل أم في المصحف -يعني المصحف الورقي المعروف- وما الفرق؟
فأجاب: لا فرق بينهما، كله كتابة للقرآن، فقراءتها من المصحف أولى؛ لأن المصحف معدٌ لذلك، وأوضح كتابة، فهو أولى من القراءة من الجوال، والقراءة من الجوال جائزة. اهـ.
وانظري الفتويين: 49237، 214459.
والله أعلم.