الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما يعرف بعلاقات الحب بين الشباب والفتيات، سواء كانت تلك العلاقات عبر الإنترنت أو الهاتف أو غيرها؛ فكلها منكرة لا تجوز، وهي باب شر وفساد.
وما حصل منك من المحادثة وإرسال الصور العارية ونحو ذلك؛ فهو منكر بلا ريب، وليس هو من الزنا الحقيقي الذي يوجب الحد، ولكنّه من الزنا المجازي، فقد سماه النبي -صلى الله عليه وسلم- زنا؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة؛ فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه". متفق عليه.
وعلى أية حال؛ فما دمت تائبة من هذا الذنب، فلا حرج عليك؛ فإنّ التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، حتى لو كنت وقعت في الزنا الحقيقي، ثم تبت توبة صادقة، فإنّ وصف الزنا يزول بالتوبة؛ قال ابن قدامة -رحمه الله- في كلامه على نكاح المرأة الزانية: "... وهي قبل التوبة في حكم الزنى، فإذا تابت زال ذلك؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- «التائب من الذنب كمن لا ذنب له»، وقوله: «التوبة تمحو الحوبة»". المغني لابن قدامة (7/ 142).
واعلمي أنّ الواجب على من وقع في معصية وتاب منها: أن يستر على نفسه، ولا يخبر بها أحدًا، فاحذري أن تخبري خاطبًا أو غيره بما سبق من معاصيك، وأبشري خيرًا بتوبتك، واحذري من الرجوع إلى تلك العلاقات المحرمّة بحجة السعي إلى الزواج، فإنّ هذا الطريق ليس هو الطريق المشروع، وإنما يجوز للمرأة أن تعرض نفسها على الرجل الصالح ليتزوجها، وذلك بضوابط وآداب مبينة في الفتوى رقم: 108281.
والله أعلم.