الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فما تراه المرأة بعد طهرها من الحيض كالكدرة أو الصفرة فإنه لا يترتب عليها الاغتسال، وإنما تستنجي منه كما تستنجي من البول أو الغائط، ولا يعتبر ذلك حيضا لقول أُمِّ عَطِيَّةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ـ قَالَتْ: كُنَّا لَا نَعُدُّ الْكُدْرَةَ وَالصُّفْرَةَ بَعْدَ الطُّهْرِ شَيْئًا. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ, وَأَبُو دَاوُدَ وَاللَّفْظُ لَهُ، قال صاحب كشاف القناع: لَيْسَت الصُّفْرَةُ وَالْكُدْرَةُ بَعْدَ الْعَادَةِ حَيْضًا (وَلَوْ تَكَرَّرَ) ذَلِكَ فَلَا تَجْلِسُهُ لِقَوْلِ أُمِّ عَطِيَّةَ كُنَّا لَا نَعُدُّ الصُّفْرَةَ وَالْكُدْرَةَ بَعْدَ الطُّهْرِ شَيْئًا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالْبُخَارِيُّ،... اهــ .
هذا إذا كان مجرد كدرةٍ أو صفرةٍ، وأما إن كان دما فإنه ربما كان حيضا، وربما كان استحاضة على تفصيل ذكرناه في الفتوى رقم: 100680.
والله تعالى أعلم.