الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد بيّنّا في الفتويين: 116106، 190751 أن حب الوطن أمر غريزي لا يُلام عليه الإنسان، وإن كان الأصل هو: أن يكون ولاء المسلم للوطن العام للمسلمين؛ فيحب نهضة المسلمين بكل أرض، سواء أكانت وطنه أم لا.
وعلى هذا؛ فالأصل أنه لا مانع من نشر الكتاب، وأخذ ثمنه، لا سيما إن كان يتعرض لنضال شعب مسلم ضد الكفار.
فطالما كان مجال الكتاب في الأصل مباحًا فثمنه والربح الناشئ عنه كذلك، وانظري الفتوى رقم: 158591، ولو اشتمل على نقل وحكاية بعض المنكرات.
وقد ذكر أهل العلم أن المؤرخين وأهل السير لم يزالوا يتساهلون في النقل، ولا ينقدون ما يحتاج إلى نقد من الوقائع، فإذا تسامحوا مع العلماء الكبار، فأولى أن يجري التسامح مع غيرهم، فنبّهيه لعله يتدارك، ويغير ما يحتاج إلى تغيير، ولكن إن نشره على هذه الصورة فالمال حلال -إن شاء الله-.
والله أعلم.