الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأولى ما ينبغي أن يكون محل نظر المرأة من الرجل الذي ترغب فيه زوجا دينه وخلقه، ففي الحديث الذي رواه الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. قال ابن قدامة في مختصر منهاج القاصدين: وكما ينبغي للرجل أن ينظر في المرأة، ينبغي للولي أن ينظر في دين الرجل وأخلاقه وأحواله، لأنه تصير بالنكاح مرقوقة، ومتى زوجها من فاسق أو مبتدع، فقد جنى عليها وعلى نفسه، قال رجل للحسن: من أُزّوج ابنتي؟ قال: ممن يتقى الله؟ فإنه إن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لن يظلمها. اهـ.
فإذا روعي هذا الجانب فلا بأس بالتماس الصفات الحسنة التي يرجى أن تكون عونا على دوام العشرة، كالطول، والمكانة المرموقة ونحوها، ولكن العيب كل العيب في أن يرد الكفء، ويؤثر عليه صاحب تلك الصفات ولو كان فاسقا. وانظري الفتوى رقم: 998.
وههنا أمر مهم ننبه عليه، وهو أن تشدد المرأة أو وليها في أمر الخطاب ربما كان مدعاة لصدود الناس عنها وبقائها عانسا بلا زوج.
والله أعلم.