الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى لزوج هذه المرأة الشفاء من كل داء يؤذيه، ومن شر كل نفس وكل عين حاسد الله يشفيه، وأن يذهب عنه الشياطين وكيدها.
ونوصيها بالصبر على زوجها، وإعانته في أمر علاجه، وهو ميسور -بإذن الله- بالرقية الشرعية، فيرقي نفسه إن أمكن أو يرقيه غيره من أهل العقيدة السليمة والسير على المنهج الصحيح، وتراجع في الرقية الشرعية الفتوى رقم: 4310.
ولا يجوز لها الامتناع عن إجابته إذا دعاها إلى الفراش إلا إذا كان ذلك يضرها أو يشغلها عن الواجبات الشرعية، كما هو مبين في الفتوى رقم: 227617.
وقد جاءت النصوص بأن الشيطان قد يشرك الإنسان في كل شيء بما في ذلك الجماع، وقد أوضحنا ذلك في الفتوى رقم: 118664. ولم يعتبر الشرع أن هذا نوع من الزنا، فعلى هذه المرأة أن لا تلتفت إلى أي وساوس بهذا الخصوص.
ولو أن زوجها استمر معها على هذا الحال فيؤذيها، فلها الحق في طلب الطلاق؛ لأن هذا من الضرر البين الذي جعله الفقهاء من مسوغات طلب الطلاق، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 37112. ولو كانت المصلحة الراجحة في عدم الطلاق فلتصبر، فليست المصلحة في الطلاق دائمًا.
والله أعلم.