الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أولا أنه لا علاج لما تعانينه من الوساوس سوى الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، فعليك أن تستمري في مجاهدة هذه الوساوس وأن تعلمي أنها من كيد الشيطان ومكره ليفسد عليك بها أمر دينك ودنياك، وانظري الفتوى رقم: 51601، والفتوى رقم: 134196.
واعلمي كذلك أن ما فعلته من النوم بعد دخول وقت الصلاة مع عدم الأخذ بأسباب الاستيقاظ خطأ تجب عليك التوبة منه، وانظري الفتوى رقم: 141107، ولا يظهر أنك تعمدت ترك الصلاة، ومن ثم فلا داعي لهذا القلق، ثم اعلمي كذلك أن تعمد ترك الصلاة ذنب عظيم، ولكنه ليس كفرا عند جمهور أهل العلم وهو الذي نفتي به، وعلى هذا فلا يلزمك التشهد ولا الاغتسال ولا شيء مما يلزم المرتد، ولم تزالي بحمد الله على الإسلام، فعليك أن تتوبي إلى الله، وأن تعلمي أنك إنما وقعت في هذا الذنب بسبب الوسوسة، فاحرصي على مجاهدتها والتخلص منها، ثم اعلمي كذلك أن وقت العشاء يمتد عند الجماهير إلى طلوع الفجر، فلم يكن عليك إثم لو لم تصلي إلا بعد نصف الليل، ونحن نسأل الله أن يعافيك من هذا الداء العضال.
والله أعلم.