الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
ففي البداية ننبهك على أنك إن كنت تقصد بمئذنة المسجد منارته، فإن المنارات لم تكن معروفة في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- كما نص على ذلك بعض المحققين من العلماء المعاصرين، بل أحدثها المسلمون لما فيها من المصالح؛ جاء في كتاب (الأجوبة النافعة عن أسئلة لجنة مسجد الجامعة) قول الشيخ/ الألباني: والذي تلخص عندي في هذا الموضوع أنه لم يثبت أن المنارة في المسجد كانت معروفة في عهده صلى الله عليه وسلم. انتهى.
وفي فتاوى نور على الدرب للشيخ/ ابن عثيمين: هل يجوز بناء المنارات على المساجد؟ وهل هي سنة أم بدعة؟ وهل كان ذلك معروفًا في عهد المصطفى -صلى الله عليه وسلم-؟
فأجاب -رحمه الله تعالى-: لا أعلم أن بناء المنارات كان معروفًا في عهد النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ولكن المسلمين اتخذوا المنارات وأقروها، ولم نعلم أن أحدًا أنكرها، اللهم إلا أن يكون بعض الناس ينكرونها لعدم وجودها في عهد النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ولا شك أنها تؤدي غرضًا حميدًا؛ فإنها العلامة الظاهرة للمسجد، وارتفاع الأذان منها يكون أبلغ وأوسع وأشمل، فالغرض منها غرضٌ مقصودٌ محمود. انتهى.
ومن خلال هذا التنبيه تعلم أن سؤالك لا يخلو من تكلف وتنطع، وربما يكون ناشئًا عن وسوسة تعاني منها.
وإذا كانت الورقة التي فيها شيء من ذكر الله تعالى لم ير العلماء تحريم الدخول بها إلى الحمام، وإنما كرهوا ذلك, كما سبق بيانه مع أقوال العلماء في الفتوى رقم: 36096، فإنه من المستبعد أن يقول أحد بحرمة دخوله بصورة المئذنة. وأبعد من ذلك أن يقال بوجوب البحث عن تلك الورقة, إذا غلب على الظن وجودها ملقاة على الأرض لحرقها أو دفنها؛ فأبعد نفسك عن هذه الوسوسة.
والله أعلم.