الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فطريق الاستقامة والتقرب إلى الله واضح لا لبس فيه، فعليك أن تتوبي من جميع هذه الذنوب التي اقترفتها، واعلمي أن توبتك النصوح من هذه الذنوب تمحو عنك أثرها وتعودين كمن لم يذنب، كما قال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
ثم استقيمي على الشرع بفعل الأوامر وترك النواهي، وتقربي إلى الله بأداء الفرائض، واستكثري ما وسعك من النوافل، واعلمي أن مجاهدة النفس تشق في أول الأمر، فاحملي على نفسك حملة صادقة مجاهدة لها بإخلاص وصدق، ثم اعلمي أن معونة الله لن تتخلف عنك إن صدقت في المجاهدة، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.
وسرعان ما ستذوقين لذة الطاعة وحلاوة الأنس بالله تعالى، وتزول عنك مرارة ووحشة تلك المعاصي، وانظري الفتوى رقم: 139680.
ومما يعينك على الثبات على الاستقامة والتوبة من هذه الذنوب الإكثار من دعاء الله تعالى واللياذ به والاعتصام بذكره والضراعة له سبحانه، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء، وعليك بصحبة الصالحين ممن تعينك صحبتهم على طاعة الله من أخواتك المستقيمات اللاتي تذكرك صحبتهن بالله تعالى، ولا تملي التوبة مهما تكرر منك الذنب، ولا تستعظمي ذنبك بجنب رحمة الله تعالى، فإن رحمته سبحانه قد وسعت كل شيء، نسأل الله أن يرزقنا وإياك توبة نصوحا.
والله أعلم.