الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد نص غير واحد من العلماء على أنه لا مانع من الزيادة الكمية على الذكر الوارد، وأن العدد إنما ذُكِر لئلا ينقص الذاكر عنه، لا منعا للتكثير، فيحصل بالزيادة الثواب المذكور وزيادة، وقد نقلنا أقوالهم في الفتوى رقم: 32076.
وانظري ألفاظ الحديث في الفتوى رقم: 278701، وتوابعها.
وننبهكِ على أن باب الأذكار المطلقة ـ غير المقيدة بوقت ـ مفتوح على مصراعيه في اليوم والليلة، وأن ذكر الله تعالى من أجل ما يتقرب به إلى الله سبحانه، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا {الأحزاب:41}. وقال: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ {البقرة:152}. وقال: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا {الأحزاب:35}.
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سبق المفردون، قيل: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرا، والذاكرات. أخرجه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم لمن استوصاه عن شيء يتشبث به: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل. رواه الترمذي.
وعن أبي موسى أنه صلى الله عليه وسلم قال: مثل الذي يذكر ربه، والذي لا يذكر ربه، مثل الحي، والميت. أخرجه البخاري.
وقوله: يقهرهن ـ أي: يغلبهن، ويزيد عليهن. قاله السندي في حاشية مسند أحمد.
أي: لا يكون من أعماله الصالحة شيء أحسن من هذا الذكر.
والله أعلم.