الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن الواضح لنا بتأمل أسئلتك أنك مصاب بشيء من الوسوسة، ومن ثم فنحن نحذرك من الوساوس، ومن الاسترسال معها؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وانظر الفتوى رقم: 51601.
ثم اعلم أنه ليس بين الفتويين تعارض؛ فإن الفتوى الأولى مبنية على أن النجاسة هي التي وردت على الماء، أي أن الغسالة ملئت ماء، ثم وضعت فيها الثياب المتنجسة، وقد ذكرنا القولين في المسألة، قول المالكية وقول الجمهور، وبيّنّا أننا نميل إلى ترجيح قول الجمهور، ولكن من كان مصابًا بالوسوسة فلا حرج عليه أن يعمل بقول المالكية؛ فإنه قول له قوة واتجاه، والموسوس له أن يترخص بأيسر الأقوال، كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 181305.
وأما الفتوى الثانية فمبنية على أن الماء هو الوارد على النجاسة، وفي هذه الصورة لا يحكم بتنجس الماء، ولا بتنجس الثياب الأخرى في الغسالة إذا كان الماء هو الوارد على النجاسة، وانفصل عنها غير متغير بها، وانظر الفتوى رقم: 170699.
والله أعلم.