الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في تحريم التحريض على المعصية وتزيينها والإعانة عليها، وأنّ فاعل ذلك آثم يحمل إثمه وإثم من أضلهم من غير أن ينقص من آثامهم، ويدخل في ذلك من يخدع الفتيات ويغرّر بهن حتى يوقعهن في المعصية، لكنّ ذلك لا يعني أنّك ضحية مظلومة معفاة من التبعة بريئة من الإثم، بل أنت ظالمة لنفسك واقعة في الحرام طوعاً، رضيت لنفسك أن تكوني ألعوبة لمن يعبث بك بحجة أنّه وعدك بالزوج، وكأنّ الوعد بالزواج يبيح للمرأة أن تسلم نفسها لمن وعدها فيفعل بها الحرام!! فلا تلومي إلا نفسك ولا تنشغلي إلا بذنبك، ولا يخدعنك الشيطان ويشغلك بحكم ما فعله الشاب أو جزائه عليه، ولكن أشغلي نفسك بتحقيق التوبة إلى الله عز وجل، والوقوف عند حدود الله تعالى، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، مع الستر على النفس وعدم المجاهرة بالذنب، فاقطعي علاقتك بهذا الشاب ولا تتهاوني في التعامل معه، وليس قطعك له في هذه الحال قطعا محرما للرحم، وراجعي الفتوى رقم: 273499.
والله أعلم.