الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمجرد تخيل النبي صلى الله عليه وسلم واستحضار صورته لبعث النفس على فعل أمر مطلوب شرعا أو ترك أمر مطلوب الكف عنه شرعا مما لا بأس به، ولتنظر الفتوى رقم: 154177، وأكمل من هذا وأبعث على فعل المأمورات وترك المحظورات مراقبة الله تعالى واستحضار نظره للعبد واطلاعه على قليل شأنه وكثيره، فتلك هي مرتبة الإحسان التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. متفق عليه.
وهذا إن كان المراد من السؤال تخيل النبي صلى الله عليه وسلم لبعث النفس على فعل شيء علم بالشرع كونه مأمورا به أو بعثها على ترك شيء علم بالشرع كونه منهيا عنه.
وأما إن كان المراد تخيله ليستفيد من ذلك معرفة ما إذا كان الفعل مشروعا أو لا فهذا ليس طريقا لمعرفة الأحكام الشرعية، وإنما تتلقى الأحكام الشرعية بالنظر في أدلتها لمن كان متأهلا لذلك أو بسؤال أهل العلم لمن كان عاميا.
والله أعلم.