الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالدنيا دار عمل لا دار جزاء، والآخرة هي دار الحساب والجزاء، والله تعالى حليم لا يعاجل العاصي بالعقوبة، بل قد يفتح عليه الدنيا استدراجاً، وقد يعجّل الله للعاصي شيئاً من العقوبة ليرجع إلى ربّه ويتوب من معصيته.
واعلمي أنّ وعد الشاب لك بالزواج ليس مسوّغاً للعلاقة المحرمة والكلام الماجن معه، ولا يصيرك هذا الوعد ضحية مظلومة معفاة من التبعة بريئة من الإثم، بل أنت ظالمة لنفسك واقعة في الحرام طوعاً، رضيت لنفسك أن تكوني ألعوبة للعابثين.
فلا تلومي إلا نفسك، ولا تنشغلي إلا بذنبك، ولا يخدعنك الشيطان ويشغلك بحكم ما فعله الشاب أو عقوبته أو الدعاء عليه، ولكن اشغلي نفسك بتحقيق التوبة إلى الله عز وجل، والوقوف عند حدود الله تعالى، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، مع الستر على النفس وعدم المجاهرة بالذنب.
والله أعلم.