حكم الشوق إلى لقاء الله وكيفية الاستعداد لذلك

7-1-2016 | إسلام ويب

السؤال:
يا شيخ، دلني على أفعال خير أتقرب بها من الله جدًّا، وهل يجوز أن تدعو الله سبحانه وتعالى أن يأخذك إليه؟! لأني والله لي شوق لرب العالمين، وما هناك وسيلة تأخذك إليه إلا الموت، وأنا متخوف أن أدعو مثل قوم موسى، فيهلكنا كما أهلكهم عندما أردو أن يروه جهرة،
ومستحيل أن يراه أحد بدنيانا، صحيح؟
ودعواتك -يا شيخ- لنا بالتوفيق والفلاح إن شاء الله، (إنما يخشى الله من عبادة العلماء)، ومن يخشى الله سبحانه أكثر من العلماء بعد الفضل هذا، وفقكم الله، وسدد خطاكم، وأسكنكم أعلى مراتب الجنة.
سؤال أخير: هل هناك فرق بين "إن شاء الله" و "إنشاء الله"؟ لأن أحدهم قال لي أن "إنشاء" يعني بناء أو إعمار، فهل الأولى صحيحة؟

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فينبغي للمسلم أن يوطن نفسه على الشوق إلى لقاء الله تعالى والاستعداد لذلك، والتطلع إلى ما أعده الله لعباده المؤمنين من الأجر والمثوبة والكرامة التي من أجلِّها رؤيته سبحانه وتعالى في الآخرة.

أما الدعاء على النفس أو تمني الموت: فإنه ‏لا يجوز؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، وليقل: اللهم ‏أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي. رواه الترمذي، وقال: هذا ‏حديث حسن صحيح.‏
وفي صحيح البخاري وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قال: لا يتمنى أحدكم الموت، إما محسنًا فلعله يزداد، وإما مسيئًا فلعله يستعتب.

وقال صلى الله عليه وسلم: لا تدعوا على ‏أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا ‏توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجاب لكم. أخرجه أبو داود.

والمشتاق حقًّا إلى لقاء الله تعالى المتطلع إلى الولوج في بحبوحة كرامته، وواسع فضله، والانغماس في جزيل مثوبته؛ يعتبر الدنيا مجرد محطة استعداد وتزود لذلك اللقاء المحبوب، واستكثار من ذلك الزاد، وإمعان في ذلك الاستعداد. فهو لا يتمنى الموت رجاء لذلك الاستكثار والإمعان ورضاء بقضاء الله تعالى.

فلاحظ هذه المعاني، وأقبل على الأعمال التي تقربك إلى الله، وتجلب لك مرضاته، وراجع بهذا الخصوص فتوانا رقم: 12178، وفتوانا رقم: 123582.

وأما بشأن سؤالك الثاني: فراجع فتوانا رقم: 36567

والله أعلم.

www.islamweb.net