الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يظهر حرج في إنشاء مثل ذلك الموقع ما دام الغالب عليه نشر ما هو مباح، وكذا التصويت عليه، واحتمال نشر خبر محرم أو اختياره لا يمنع ذلك، وعلى القائمين على الموقع منع مثل ذلك، وحجب الأخبار السيئة التي تنشر الفاحشة وتدعو إلى الرذيلة وهدم القيم أو نحو ذلك، ولو أمرّوها فهم آثمون. وانظر ما بيناه في الفتوى رقم: 277477.
والتربح من الموقع لا حرج فيه، ولو نشر فيه خبر محرم واعتيض عنه، فما اكتسب مقابله فهو حرام، وأما ما اكتسب مما هو مباح فيجوز الانتفاع به.
والقصد الحسن بفتح منبر إعلامي لتمكين الناس من الصدع بالحق أو إنكار المنكر يجد صاحبه أجره. وانظر الفتوى رقم: 199121.
وأخذ الأجر المادي على خدمات الموقع لا يذهب النية الحسنة في ابتغاء الثواب من عند الله في نشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة؛ قال الشيخ/ محمد المختار الشنقيطي مستدلًّا ومبينًا أن طلب الحظ الدنيوي لا يمنع ابتغاء الثواب الأخروي: (ومن الأدلة على صحة هذا القول: قول الحق تبارك وتعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ}، فإنها نزلت -كما صح- في أقوام يريدون الحج والتجارة، فالحج عبادة والتجارة دنيا، فلم يقدح في إرادة الآخرة وجود حظّ الدنيا، كما دل على صحة هذا القول دليل السنة الصحيح، فإن المصطفى عليه الصلاة والسلام قال قبل القتال: من قتل قتيلًا فله سلبه. وهذا القول قاله لترغيب الناس في القتال، فأعطى على القتال الذي يراد به وجه الله حظًّا من الدنيا. قال بعض العلماء: في هذا دليل على أنه لا يقدح في الإخلاص وجود حظّ من الدنيا إذا لم يكن هو مقصود العبد.
وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء: ما حكم أخذ الأجرة على تحفيظ القرآن الكريم للأطفال الصغار؟ وإذا أفتيتم بالجواز فهل للمعلم ثواب عند الله بعد أخذه للأجرة الشهرية؟
فأجابوا: تعلم القرآن الكريم وتعليمه من أفضل القرب إلى الله جل وعلا، إذا صلحت النية، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على تعلم القرآن وتعليمه بقوله: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. وأخذ معلمي القرآن الأجرة على تعليمه لا ينافي حصول الثواب والأجر من الله جل وعلا إذا خلصت النية. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله، وصحبه، وسلم. انتهى.
والله أعلم.