جباية الضراب بغير حق.. الداء والدواء

12-1-2016 | إسلام ويب

السؤال:
كيفية تجنب الضغط النفسي من عملي في مجال الضرائب وعدم سخط الله علي، وخاصة أن العمل في هذا المجال يوجد به ضغط على الناس بطريقة شديدة.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فلا سبيل إلى تجنب سخط الله وضيق العيش والهم والغم إلا بالإيمان والعمل الصالح والبعد عن المعاصي، فإن المعاصي من أعظم الأسباب الجالبة لسخط الرب سبحانه وضيق الصدر, قال الله سبحانه: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {طه:124}، وقال سبحانه: لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا {النساء:123}.
يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتاب الجواب الكافي: ومنها: عقوبات المعاصي وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله جل وعلا, ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تف بتلك الوحشة، وهذا أمر لا يحس به إلا من في قلبه حياة ـ وما لجرح بميت إيلام ـ وليس على القلب أمَرُّ من وحشة الذنب على الذنب، فالله المستعان.
ومنها: الوحشة التي تحصل له بينه وبين الناس ـ ولاسيما أهل الخير منهم ـ فإنه يجد وحشة بينه وبينهم، وكلما قويت تلك الوحشة بعد منهم ومن مجالستهم وحرم بركة الانتفاع بهم وقرب من حزب الشيطان بقدر ما بعد من حزب الرحمن, وتقوى هذه الوحشة حتى تستحكم فتقع بينه وبين امرأته وولده وأقاربه وبينه وبين نفسه فتراه مستوحشا من نفسه.
وقال بعض السلف: إني لأعصي الله فأرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي.
ومنها: تعسير أموره عليه، فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقا دونه أو متعسرا عليه، وهذا كما أن من اتقى الله جعل له من أمره يسرا، فمن عطل التقوى جعل الله له من أمره عسرا. انتهى بتصرف.
فإياك وظلمَ الناس بأخذ شيء من أموالهم في صورة ضرائب تؤخذ منهم بغير حق، فذلك علامة الشقاوة والضنك في المعيشة، فإن الضرائب التي تجعل على الناس بدون مقابل ولا ضرورة محرمة شرعا، وآخذها عرضة للعقاب الشديد، ففي المسند من حديث عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة صاحب مكس. يعني: العشار، والمكوس: هي الضرائب ونحوها مما يؤخذ بغير حق شرعي. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 69979.
فإذا أردت تجنب سخط الله وما ذكرت من ضغوط نفسية في عملك فاحذر من الظلم، والزم طاعة ربك وداوم على عبادته وذكره، فإن الذكر له أثر عظيم في شرح الصدر, قال سبحانه: أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.

والله أعلم.

www.islamweb.net