الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فان ما فعله العبد من الطاعة لا يضره كونه لم يكثر منه بسبب عدم اطلاعه على ترغيب في الثواب الدنيوي فيه، ولا إثم في التقليل من الطاعات التي لم تفترض، ولكن لا ينبغي التقصير في الطاعة بسبب عدم النص على الثواب الدنيوي فيها، لأن الأعمال الصالحة سبب لمحبة الله تعالى للعبد ورضوانه، ومن أحبه الله تعالى حقق مراده، وأصلح أمره الدنيوي والأخروي، فقد قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا {مريم:96}،
وروى البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه..
وقد تكلمنا على الجمع بين نية التقرب وإرادة أمر دنيوي في الفتوى رقم: 164699، والفتوى رقم: 119732.
والله أعلم.