الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتوب عليك، وأن يوفقك لتوبة نصوح.
ولتقرأ ما ذكرناه من وسائل بالفتوى رقم: 7170.
ونوصيك أن تكرر التوبة والمجاهدة، وأن تراغم الشيطان فهذه عبادة لا تنقطع، ولتحذر من اليأس من النفس، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 272113.
واعلم أن الشيطان يسول لك المعصية، ويزينها لك، مع كونها قبيحة، فلتحرص على لذة قهر الهوى لا لذة الهوى؛ قال ابن الجوزي في صيد الخاطر: وفي قوة قهر الهوى، لذة تزيد على كل لذة، ألا ترى إلى كل مغلوب بالهوى، كيف يكون ذليلًا؛ لأنه قُهِر، بخلاف غالب الهوى؛ فإنه يكون قوي القلب عزيزًا؛ لأنه قَهَر؟!
فالحذر، الحذر من رؤية المشتهى بعين الحسن، كما يرى اللص لذة أخذ المال من الحرز، ولا يرى بعين فكره القطع، وليفتح عين البصيرة، لتأمل العواقب، واستحالة اللذة نغصة، وانقلابها عن كونها لذة، إما لملل، أو لغيره من الآفات، أو لانقطاعها بامتناع الحبيب، فتكون المعصية الأولى كلقمة تناولها جائع، فما ردت كلب الجوع، بل شهت الطعام، وليتذكر الإنسان لذة قهر الهوى، مع تأمل فوائد الصبر عنه، فمن وفق لذلك، كانت سلامته قريبة منه. انتهى.
وأما الصلوات فهي من أعظم أسباب التعافي من هذا المنكر الذي أضر بدينك وبدنياك، فجاهد نفسك على المحافظة عليها أشد المجاهدة، ولتراجع الفتاوى: 204964، 313852، 4307.
والله أعلم.