الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تكلمنا على الخوف وحكمه وأقسامه بالفتويين التالية أرقامهما: 156029، 2649.
واعلم أن الخوف من الوقوع في الشرك والتحرز منه أمر جائز، بل ومطلوب ما لم يؤد للوسوسة والأوهام، ففي الأدب المفرد للبخاري وصححه الألباني عن معقل بن يسار، قال: انطلقت مع أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا بكر؛ للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل، فقال أبو بكر: وهل الشرك إلا من جعل مع الله إلها آخر؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده؛ للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره؟ قال: قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم.
ولا يقع الشرك بمجرد ما ذكرت في السؤال بل إنه يدل على نفورك من الشرك وبعدك منه، ونرجو من الله أن يسلمنا وإياك من الوسوسة، وعليك بالحذر منها، وقد بينا ما يساعد على ذلك بالفتوى رقم: 51601.
والله أعلم.