الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك الاحتيال بالزواج الصوري من أجل الحصول على أوراق الإقامة والدراسة، فعقد النكاح ليس ألعوبة ولكنه ميثاق غليظ، فلا يجوز استعماله على هذا الوجه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:... وَذَلِكَ أَنَّ الشَّارِعَ مَنَعَ أَنْ تُتَّخَذَ آيَاتُ اللَّهِ هُزُوًا، وَأَنْ يَتَكَلَّمَ الرَّجُلُ بِآيَاتِ اللَّهِ الَّتِي هِيَ الْعُقُودُ، إلَّا عَلَى وَجْهِ الْجِدِّ الَّذِي يَقْصِدُ بِهِ مُوجَبَاتِهَا الشَّرْعِيَّةَ، وَلِهَذَا يُنْهَى عَنْ الْهَزْلِ بِهَا، وَعَنْ التَّلْجِئَةِ، كَمَا يُنْهَى عَنْ التَّحْلِيلِ، وَقَدْ دَلَّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا {البقرة: 231} وَقَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَلْعَبُونَ بِحُدُودِ اللَّهِ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِآيَاتِهِ: طَلَّقْتُكِ، رَاجَعْتُكِ، طَلَّقْتُكِ، رَاجَعْتُكِ ـ فَعُلِمَ أَنَّ اللَّعِبَ بِهَا حَرَامٌ.
وراجع الفتوى رقم: 96241.
وليست الدراسة في هذا البلد ضرورة يرتكب من أجلها الحرام، فابحث عن بلد آخر تدرس فيه من غير احتيال، واعلم أنّ الأصل في إقامة المسلم في بلاد الكفار المنع، لما فيها من الخطر على الدين والأخلاق.
والله أعلم.