الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يطالب المكلف بدفع هذه العواطف التي تحفزه على فعل بعض الأعمال كالإحسان إلى الأولاد، والوالدين، تقربا إلى الله تعالى؛ ولأن الشخص يحب أن يفعل ذلك لما في قلبه من محبة أولاده ووالديه، وقد قالت أم سلمة: يا رسول اللهِ، هَلْ لِي أَجْرٌ فِي بَنِي أَبِي سَلَمَةَ؟ أُنْفِقُ عَلَيْهِمْ، وَلَسْتُ بِتَارِكَتِهِمْ هَكَذَا وَهَكَذَا، إِنَّمَا هُمْ بَنِيَّ، فَقَالَ: «نَعَمْ، لَكِ أَجْرُ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ» رواه البخاري.
فتلك العبادات التي توجد دوافع داخلية للعبد تدفعه إلى فعلها من رحمة الله بالعبد، فإنها حق وافق حظا، وما دام العبد يفعل ما يفعله مخلصا لله تعالى، فإنه لا يطالب بكبح تلك العواطف الأخرى الباعثة على الفعل، فإنها لا تنافي الإخلاص، بل هي من رحمة الله به إذ حبب إليه تلك الطاعة، وأعانه بالأسباب الميسرة لها.
والله أعلم.