الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فواضح أنك موسوس، وننصحك بتجاهل الوساوس والإعراض عنها، وإذا شككت في أنه قد خرج منك شيء أو أحسست بذلك فلا تلتفت لهذا الشك أو ذلك الإحساس الذي منبعه الوسوسة ولا تعره اهتماما ما لم يصل حد اليقين، واعلم أن ما كان من النجاسات داخل المخرج فلا حكم له ولا يلزم تطهيره حتى يبرز، قال النووي ـ رحمه الله ـ في المجموع: قال الغزالي: ولا يستقصي فيه بالتعرض للباطن، فإن ذلك منبع الوسواس، قال: وليعلم أن كل ما لا يصل الماء إليه فهو باطن، ولا يثبت للفضلات الباطنة حكم النجاسة حتى تبرز، وما ظهر له حكم النجاسة وحد ظهوره ـ أي ضابط ظهوره ـ أن يصله الماء. اهـ
وعلى هذا؛ فإن ما ذكرت أنه يبقى داخل فتحة الذكر فلا حكم له فدعه عنك ولا تشتغل به، فإذا تيقنت من خروجه لزمك تطهيره، وإذا لم تتيقن من خروجه فلا يلزمك شيء.
وهذه هي القاعدة التي ينبغي أن تسير عليها مع الحذر من التعرض لباطن المخرج، فقد حذر العلماء من ذلك وقالوا إنه سبب للوسواس، قال النفراوي في الفواكه الدواني: وليس عليه ـ أي مريد الاستنجاء ـ غسل ما بطن من المخرجين حال استنجائه، لا وجوباً ولا ندباً، بل ولا يجوز له تكلف ذلك. انتهى
وقد بينا ما يفعله من تخرج منه قطرات البول بعد التبول في فتاوى كثيرة انظر منها الفتوى رقم: 158299، والفتوى رقم: 152015.
والله أعلم.