الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فكلام ابن القيم -رحمه الله- في هذا الباب، متعلق بآثار المعاصي، ولم يتكلم عن التوبة في هذا السياق.
قال: وهاهنا نكتة دقيقة يغلط فيها الناس، في أمر الذنب، وهي أنهم لا يرون تأثيره في الحال، وقد يتأخر تأثيره فينسى، ويظن العبد أنه لا يُغَبِّرُ بعد ذلك، ..ولم يعلم المغتر أن الذنب ينقض ولو بعد حين، كما ينقض السم، وكما ينقض الجرح المندمل على الغش والدغل.
وقد ذكر الإمام أحمد عن أبي الدرداء: اعبدوا الله كأنكم ترونه، وعدوا أنفسكم من الموتى، واعلموا أن قليلا يغنيكم، خير من كثير يلهيكم، واعلموا أن البر لا يبلى، وأن الإثم لا ينسى...انتهى.
فإذا حصلت التوبة النصوح؛ فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وانظر الفتوى رقم: 264199 وقد يتوب المرء توبة ناقصة، فلعل هذه القصص الذكورة من هذا الباب، فلعل التوبة لم تكن كاملة، أو هو ابتلاء من الله للعبد.
والله أعلم.