الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب أنك أخطأت وعصيت ربك بتلك العلاقة المحرمة، ومهما سقت من حجج وأعذار فليست مسوّغة لك ما فعلت، وإن كانت هذه الأفعال ليست من الزنا الحقيقي، لكنها أفعال منكرة وهي من الزنا المجازي، فقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم زنا، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. متفق عليه.
وكفارة هذه الأفعال هي التوبة النصوح، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود، مع الستر وعدم المجاهرة بالذنب، ولا ريب أنّ كل ما يجري في الكون فهو بقدر الله عزّ وجلّ وفيه ابتلاء للعبد، لكن القدر لا يحتج به على الوقوع في المعاصي، وإنما الواجب على من وقع في معصية أن يبادر بالتوبة النصوح ويعلم أنّه لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا نجاة للعبد إلا بالاعتصام بالله والاستعانة به، فإن كنت تبت توبة صحيحة فأبشري خيراً واثبتي على توبتك وعاشري زوجك بالمعروف، واعلمي أنّ التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فلست الآن خائنة ولا باغية، ولا يفسد ثواب حجك أو صبرك أو غيره من الأعمال الصالحة بهذا الذنب، ولا يمنع إجابة دعائك.
والله أعلم.