الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فتغطية المرأة وجهها واجب على الراجح من أقوال الفقهاء، كما هو مبين بأدلته، في الفتوى رقم: 4470، وهو واجب في حق كل امرأة بالغة، ولا علاقة له بأمر الزواج.
وطاعة الوالدين إنما تجب في المعروف، فإن أمرا بمعصية، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ففي الصحيحين عن علي -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف.
ولكن نوصي بالترفق بالوالد، والسعي في إقناعه، والاستعانة في ذلك بمن يرجى أن يسمع لقولهم.
والعمل، أو الدراسة في ظل الاختلاط المحرم، والتفريط في شيء من الواجبات، والتعرض لأسباب الفتنة، لا يجوز، وحفظ الدين مقدم على غيره، فهو رأس الضروريات الخمس، التي ذكرها الفقهاء، وانظري الفتويين التاليتين: 3859، 3539، والأمر على ما ذكرنا سابقا فيما يخص طاعة الوالدين فيما فيه معصية لله، فاتقي الله واصبري، وإن منعك والدك من الزواج من هذا الشاب، فقد يعوضك الله من هو خير منه.
وليس لأبيك منعك من الزواج منه لغير مسوغ شرعي، وإلا كان عاضلا، والعضل يسقط ولايته. ومن حقك أن ترفعي أمرك إلى القضاء الشرعي، فإن ثبت عند القاضي العضل زوَّجَك، أو وَكَّل من يزوجك، وراجعي الفتوى رقم: 52230، والفتوى رقم: 79908.
والله أعلم.