الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيراً على حرصك على برّ أمّك، وإحسان عشرة زوجك، وخوفك من التفريط في حقّ زوجك وحقّ أمّك، واعلمي أنّ ترك استقدام أمّك لتقيم معك، ليس من العقوق لها، لأنّ إقامتها معك ليست متعينة عليك، وإذا كان هذا البيت ملكا لك، فليس لزوجك أن يمنعك من استقدام أمك للإقامة معك فيه، فالمقرر عند الفقهاء أن صاحب الملك له أن يتصرف في ملكه بما هو مشروع، جاء في حاشية الدسوقي في الفقه المالكي: وللمالك أن يتصرف في ملكه بما أراد. اهـ.
ومن حق زوجك عليك أن تؤدي إليه حقوقه، بل حقه مقدم على حق الوالدين عند التعارض، فكوني على حذر من أن يكون وجود أمك معك حائلا دون إيصال هذه الحقوق إليه، وانظري الفتوى رقم: 19419.
وإذا لم يمكنك استقدام أمك، فاجتهدي في برها ورعايتها حسب قدرتك، فيمكنك ـ مثلاً ـ استئجار خادمة تخدمها في بيتها ونحو ذلك من أنواع الصلة والرعاية بالمال ونحوه، وأبشري خيراً ببركة برّك بأمّك وزوجك.
والله أعلم.