الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في المحافظة على قدر معين من الذكر أو الصلاة على النبي أو الاستغفار، لكن ليس لك أن تدعي أنها سنة مشروعة لكل أحد، أو تعتقد فضيلة للمداومة عليها، قال ابن رجب في جامعه: وكان لأبي هريرة خيطٌ فيه ألفا عُقدة، فلا يُنام حتّى يُسبِّحَ به، وكان خالد بنُ معدان يُسبِّحُ كلَّ يوم أربعين ألف تسبيحة سوى ما يقرأ من القرآن، فلما مات وضع على سريره ليغسل، فجعل يُشير بأصبعه يُحركها بالتسبيح، وقيل لعمير بن هانئ: ما نرى لسانَك يَفتُرُ، فكم تُسبِّحُ كلَّ يوم؟ قال: مائة ألف تسبيحة، إلا أنْ تُخطئ الأصابع، يعني أنَّه يَعُدُّ ذلك بأصابعه، وقال عبد العزيز بنُ أبي رَوَّاد: كانت عندنا امرأةٌ بمكة تُسبح كلّ يوم اثني عشرة ألف تسبيحة، فماتت، فلما بلغت القبر، اختُلِست من بين أيدي الرجال. انتهى.
وانظر الفتوى رقم: 106246.
ومادام ذلك جائزا، فلا مانع من أن تحدث أهلك أو أخاك بشيء من ذلك، والأولى بك أن تكتم عملك، فتقول: حافظوا على التسبيح، فبعض الناس يداوم على مائة، أو ألف أو نحو ذلك دون أن تذكر حال نفسك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل. رواه الخطيب في تاريخه، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة، وصححه الألباني.
قال الخريبي: كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح، لا تعلم به زوجته ولا غيرها. اهـ.
والله أعلم.