الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرت عن زوجك جملة من الأمور المنكرة، تنافي ما أمر الله تعالى به من حسن معاشرة الأزواج، في قوله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}، وتنافي ما جاء في السنة النبوية، في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: استوصوا بالنساء خيرا.
ومن هذه الأمور المنكرة السب والشتم، وقد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء.
وكذلك تقتيره في النفقة، إن كنت تعنين بذلك أنه لا ينفق عليك بقدر الكفاية، كما هو الواجب على الزوج في نفقة زوجته، وقد أوضحناه في الفتوى رقم: 48166.
وإذا كان يبخل بنفقتك الواجبة، فارفعي أمرك إلى القاضي الشرعي، ليلزمه بالنفقة. وانظري الفتوى رقم: 49843، ورقم: 63276.
وخدمة المرأة في بيت زوجها، محل خلاف بين الفقهاء، أوضحناه في الفتوى رقم: 13158، ورجحنا وجوبها حسب العرف.
وعلى كُلٍّ، ينبغي أن يكون بين الزوجين التعاون، والتفاهم في هذا الأمر، بعيدا عن العصبية والتشنج.
وما ذكرت من الشروط، فلا حرج فيها، فغاية ما فيها أنها توثيق لحقوق واجبة لك على زوجك، وليست اشتراطا لشروط مستأنفة.
وكتابتك هذه الأحاديث عند سبه لك، إن كان بقصد تذكيره بخطأ ما يقدم عليه من السب والشتم، فلا بأس بذلك. وقد يكون الأولى ترك ذلك إن كان ذكرها يستفزه، ويدفعه إلى المزيد من هذا التصرف السيئ.
ونؤكد في الختام على أن يجتهد الزوجان في تجنب الخلافات، وأن يحرصا على تحري الحكمة في حلها عند ورودها؛ لتكون الأسرة المسلمة مستقرة كما أراد الله تعالى لها أن تكون كذلك، قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:21}.
والله أعلم.