الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فقد سبق أن ذكرنا في الفتوى رقم: 270421، والفتوى رقم: 320851 كيف تعمل من استعملت اللولب واضطربت دورتها، وزادت على خمسة عشر يوما، وما فيهما يغني عن الإعادة هنا.
والذي يمكننا أن نضيفه هنا هو: نصح النساء بعدم استعمال هذا اللولب لغير ضرورة؛ لكونه يؤدي إلى اضطراب العادة الشهرية، ويوقع المرأة في الشك في توقيت العبادة، والحيرة، وهذا من المفاسد؛ ولهذا نصح بعض أهل العلم المعاصرين بالمنع من استعمال حبوب الحمل؛ لأنها تختل بها الدورة الشهرية، وهذا يحصل بتركيب اللولب، فهو مثل الحبوب في هذا إن لم يكن أشد.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: فإنا ننصح أخواتنا بعدم استعماله -أي استعمال هذه الحبوب- ومن مساوئ هذه الحبوب أنها توجب اضطراب العادة على المرأة؛ فتوقعها في الشك والحيرة. وكذلك توقع المفتين في الشك والحيرة؛ لأنهم لا يدرون عن هذا الدم الذي تغير عليها أهو حيض أم لا؟ وعلى هذا إذا كان من عادتها أن تحيض خمسة أيام، واستعملت الحبوب التي لمنع الحمل، ثم زادت عادتها؛ فإن هذه الزيادة تبع الأصل، بمعنى أنه يحكم بأنه حيض ما لم تتجاوز خمسة عشر يوماً، فإن تجاوزت خمسة عشرة يوماً صارت استحاضة، وحينئذ ترجع إلى عادتها الأولى التي هي خمسة أيام. اهــ.
وقال أيضا: نظراً لما ينتج عنها من اختلاف العادة واضطرابها؛ فإننا ننهى النساء عن تناولها .. اهــ.
وعليه،؛ فإذا كانت السائلةُ قادرةً على رفع هذا الاضطراب في الدورة بإزالة اللولب، ولم يكن في إزالته ضرر عليها، فلتُزِلْهُ حتى تتخلص من هذا الاضطراب .
والله أعلم.