الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا شك في عظم مكانة الوالدين، وخاصة الأم، وما لهما من حق البر والإحسان، وسبق أن بينا بعض النصوص الدالة على ذلك، في الفتوى رقم: 58735.
ومهما أمكن التوفيق بين بر الوالدين، والقيام بحقوق الزوج، كان أفضل، ولكن إذا حصل تعارض، فقد نص أهل العلم على أن حق الزوج مقدم على حق الوالدين، فراجعي الفتوى رقم: 19419.
والأولى أن تحاولي إقناع أمك، ولو بأن تسلطي عليها بعض المقربين منها، وأهل الفضل، ممن ترجين تأثيرهم عليها، مع كثرة الدعاء بالتوفيق، فإن اقتنعت فالحمد لله، وإلا فيجب عليك طاعة زوجك، ولو قدر أن سخطت عليك أمك بسبب ذلك، فاجتهدي في محاولة إرضائها.
ولمزيد الفائدة نحيلك على الفتوى رقم: 76303، ففيها بيان بعض ضوابط طاعة الوالدين، والتي قد تخرج الأولاد من بعض الضيق والحرج.
وننبه إلى الحرص على المحافظة على روابط الأسرة، وتقوية العلاقة بينها، وتجنب كل ما يكدر صفوها، ولا سيما مع ما ذكرت من طيب زوجك، وحسن معاملته لك، وحرصه على صلة والديك، وأهلك. واحذروا أن يجد الشيطان مدخلا يكدر به صفو هذه العلاقة، ويدخل على الأسرة النكد والشقاء بالمشاكل، فقد حذر رب العزة والجلال من كيده فقال: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {فاطر:6}.
والله أعلم.