الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن وجود مثل هذه المكالمات على الهاتف الجوال لزوجتك قرينة قوية على وجود هذه العلاقة الآثمة، فالريبة إذن موجودة، والغيرة في مثل هذه الحالة من الغيرة المحمودة، كما سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: 71340.
ولا بأس بالصبر عليها، ويمكنك إخبارها بأن الأهم عندك أن تستقيم في مقبل أيامها، وأن تري ربها منها خيرًا.
ونوصيك بالحزم معها، والحرص على إلزامها بالستر، والحجاب، ومنعها من مخالطة الأجانب، أو الخروج بغير إذنك، ونحو ذلك مما يحول بينها وبين أسباب الفتنة.
واحرص على أن تعلمها أمور دينها، وأن تزكي نفسها بنور الإيمان، وصالح الأعمال، وأن تصطحبها معك إلى مجالس الخير في المراكز الإسلامية، وغيرها.
ومن أهم ما يعينك على حسن تربيتها أن تكون قدوة صالحة لها، فلا ترى منك إلا خيرًا، فإن استقام أمرها فذاك، وإن ظلت الريبة قائمة ففراقها أفضل، قال ابن قدامة في المغني عند ذكره أقسام الطلاق:.... والرابع: مندوب إليه، وهو عند تفريط المرأة في حقوق الله تعالى الواجبة عليها، مثل الصلاة، ونحوها، ولا يمكنه إجبارها عليها. اهـ.
وأخرج الحاكم في مستدركه -وصححه- عن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة يدعون الله فلا يستجاب لهم: رجل كانت له امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها....الحديث.
قال المناوي في فيض القدير: ثلاثة يدعون الله فلا يستجاب لهم: رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق ـ بالضم ـ فلم يطلقها، فإذا دعا عليها لا يستجيب له؛ لأنه المعذب نفسه بمعاشرتها، وهو في سعة من فراقها. اهـ.
والله أعلم.