الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر أحمد البنا في كتابه إتحاف فضلاء البشر في القراءات:أن تلاوة القرآن حق تلاوته أن يشترك فيه اللسان والقلب والعقل. فحظ اللسان تصحيح الحروف، وحظ العقل تفسير المعاني، وحظ القلب الاتعاظ والتأثر والانزجار والائتمار، وذكر أنه يسن الجلوس للقراءة، لأنه أقرب للتوقير، وأن يكون مستقبلاً متخشعاً متدبراً بسكينة.
وذكر أن المختار عدم كراهة القراءة في الطرق ما لم ينشغل وإلا كرهت.
فكلام البنا رحمه الله كغيره من العلماء يفيد أن الأفضل الجلوس وتفرغ القلب للقرآن وجوازه حال المشي.
وعليه، فتجوز القراءة أثناء مزاولة الأعمال في البيت، وينبغي الحرص على التدبر قدر المستطاع. ويدل لذلك أن الطبري روى عن ابن جريج أنه فسر قوله تعالى: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ فقال: هو ذكر الله في الصلاة وفي غير الصلاة وقراءة القرآن.
وراجع الفتوى: 24437، في آداب تلاوة القرآن.
والله أعلم.