الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل في كلام المرأة مع رجل أجنبي عنها -كابن عمها- أنه لا يجوز إلا لحاجة كرد سلام، أو سؤاله عن حاله، والدعاء له إن كان مريضاً، هذا إن خلا الكلام من الخضوع بالقول، ومن الريبة وأمنت الفتنة به، قال الله عز وجل مخاطباً نساء النبي صلى الله عليه وسلم وهن أطهر النساء:فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً [الأحزاب:32].
فإذا كان هذا حق أطهر النساء، وأتقى الرجال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فما الظن بمن عداهم! خاصة في هذا الزمان الذي فسد فيه الناس، وكثرت فيه الفتن.
فننصحك بعدم محادثة هذا الشاب لا من أجل صلة الرحم، ولا من أجل الدعوة، فالسلامة لا يعدلها شيء، خاصة مع عدم حضور محارمك، فإنه لا تؤمن الفتنة عليك به أو الفتنة عليه بك، وأقل الأحول إساءة الظن بك في حالة علم أحد بهذا، ولا يبعد أن يكون هو الذي يخرج سرك ويشيع أنك تتصلين به وتحادثينه، وربما سجل صوتك لأي غرض سيئ، فابتعدي عن مواطن الشبهات: فمن اتقى الشبهات، فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه. رواه البخاري ومسلم.
والله أعلم.