الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذه الأفكار التي أشرت إليها لا تضرك، ولا تؤثر في صحة إيمانك، ما دمت كارها لها، نافرا منها، بل كراهتك لها، ونفورك منها، هو صريح الإيمان كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعلاج هذه الوساوس هو أن تجاهدها، وألا تسترسل معها، وأن تطردها عنك كلما عرضت لك، وفي أي صورة أتتك، واعلم أنك على خير ما دمت تجاهد هذه الوساوس، وتسعى في التخلص منها، وأنت مأجور على ذلك إن شاء الله، وانظر الفتوى رقم: 147101.
وكن على قناعة تامة بأن هذه الوساوس لا أثر لها على إيمانك، ولا تمتنع بسببها من الاستماع إلى القرآن، وإلى دروس العلم ونحو ذلك، بل استمع إلى ذلك كله، واطرد عنك ما يعرض لك من الوساوس حتى يمل الشيطان من إلقائها في قلبك، وإياك وترك الصلاة، أو ترك شيء من فرائض الدين بسبب هذه الوساوس؛ فإنك إن فعلت ذلك، أسخطت ربك، وأرضيت شيطانك، بل حافظ على شعائر الإسلام، واجتهد في الذكر، والدعاء بأن يصرف الله عنك هذه الوساوس، وتلك الأفكار؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه، يقلبها كيف يشاء.
والله أعلم.