الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على تحريك للحلال، وخشيتك من الحرام، ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها. فعلى المؤمن أن يتقي الله، وأن يجمل في الطلب، ويعلم أن كل جسم نبت من حرام، فالنار أولى به. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم. وقال: يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم. ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث، أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟ إذن لا بد من الحذر من الحرام، فلا خير فيه.
وأما حكم العمل في البنوك: فإن كانت بنوكا ربوية، فلا يجوز العمل فيها, كما لا يجوز للمرأة أن تعمل إلا بإذن زوجها، وله منعها من العمل إن شاء، وعليها طاعته في ذلك، ما لم تكن قد اشترطت عليه ذلك في العقد. ولمزيد فائدة راجعي الفتوى رقم: 29173. وكذا ما أحلنا عليه فيها من الفتاوى. فإن أذن لها في العمل، ووجدت عملا مباحا، والتزمت بالضوابط الشرعية في لباسها، وكلامها، وعدم خلوتها بالرجال، فلا بأس في ذلك حينئذ.
والله أعلم.