الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد حرّم الله الغيبة، وصور فاعلها في صورة بشعة، قال تعالى: .. وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ { الحجرات:12}
فالواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى مما وقعت فيه من الغيبة، ولا يثنيك عن التوبة تكرر وقوعك في الغيبة بعد التوبة، فإنّ التوبة الصحيحة مقبولة ولو تكررت بتكرر الذنب، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ {البقرة:222 }.
قال ابن كثير -رحمه الله-: أي: من الذنب وإن تكرر غشْيانه. تفسير ابن كثير.
والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود، واستحلال صاحب الحقّ، لكن إذا تعذر استحلال المغتاب، أو ترتب على استحلاله مفسدة، فتكفيك التوبة فيما بينك وبين الله تعالى، وراجع الفتوى رقم: 18180، والفتوى رقم: 265081.
والله أعلم.