الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كنت مصابة بشيء من الوسوسة، فنحن نحذرك من الوساوس، ومن الاسترسال معها؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم.
وأما الصفرة والكدرة، فقد بينا حكمها، ومتى تعد حيضا في الفتوى رقم: 134502، وهي -سواء كانت حيضا أو غير حيض- نجسة، يجب الاستنجاء منها، وانظري الفتوى رقم: 178713، ولا يجب عليك التفتيش، ولا النظر هل توجد هذه القطع أو لا؟ وإنما يكفيك العمل بالأصل، وهو عدم وجودها حتى تتيقني كونها موجودة، وحينئذ تغسلينها، حتى يغلب على ظنك زوالها، ويكفي في الاستنجاء غلبة الظن، ولا يشترط اليقين، وانظري الفتوى رقم: 132194.
واعلمي أنه يكفي المرأة في الاستنجاء غسل ظاهر الفرج، ولا يلزمها غسل باطنه، وهذا الظاهر هو ما يظهر عند قعود المرأة لحاجتها، والمعتبر في ذلك الهيئة التي يعنيها الفقهاء، وهي جلوسها لحاجتها على قدميها، لا على هذا المقعد المعروف الآن.
ونكرر تحذيرك من الوساوس، ونهيك عن الاسترسال معها.
والله أعلم.