الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا تيأس من رحمة الله، ولا تقنط من روح الله، فباب التوبة مفتوح، لا يغلق في وجه أحد، حتى تطلع الشمس من مغربها، وما عليك إلا أن تخطو الخطوة الأولى على طريق التوبة، بأن تقلع عن معاصيك، وتندم على فعلها، وتعزم على عدم معاودتها.
ومهما كان الذنب عظيمًا، ومهما تكرر منك الذنب، فلا تيأس من رحمة الله، واعلم أن الشيطان ود لو ظفر منك بهذه، وهي أن تيأس من رحمة الله، فتستمرئ المعصية، وتنهمك فيها غير مبالٍ بالتوبة منها.
والذي يرقق قلبك، ويقبل بك على التوبة أن تتفكر في أسماء الرب تعالى وصفاته، وتتفكر في قدرته عليك، وإحاطته بك، وتعلم أنك في قبضته، لا تفوته لو أرادك بسوء، وتتفكر في الموت، وما بعده من الأهوال العظام، والخطوب الجسام، وتتفكر في النار وما أعد لأهلها من النكال والأغلال.
فإذا تفكرت في هذه المعاني، أورثت قلبك رقةً، وإقبالًا على الله، ووفقت -بإذن الله- للتوبة، واجتهد في دعاء الله تعالى بأن يتوب عليك، ويوفقك لمراضيه، واصحب الصالحين وأهل الخير، ففي صحبتهم خير كثير، وانظر الفتوى رقم: 134518 لبيان بعض الوسائل المعينة على تحصيل الندم على الذنب.
وننصحك بقراءة كتاب: الداء والدواء، للعلامة ابن القيم- رحمه الله- ففيه من بيان آثار المعاصي، ما يزع كل عاقل عن مقارفتها، ويحثه على التوبة منها، والمبادرة بالإقلاع عنها -رزقنا الله، وإياك، التوبة النصوح-.
والله أعلم.