الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالراجح من مذاهب أهل العلم نجاسة الكلب كله, وقد ذكرنا تفصيل ذلك بأدلته, وذلك في الفتوى رقم: 4993.
وبناء على ذلك؛ فكلما تحققت من كون الكلب قد لعقه من ثوب, أو فراش, أو أصابه ببوله, أو روثه, فقد تنجس, كما يتنجس موضع استحمام الكلب, وكل المواضع, والأشياء التي أصابها بلل منه، فقد جاء في مغني المحتاج الشافعي: فرع: حمام غسل داخله كلب، ولم يعهد تطهيره، واستمر الناس على دخوله، والاغتسال فيه مدة طويلة، وانتشرت النجاسة إلى حصر الحمام، وفوطه، ونحو ذلك، فما تيقن إصابة شيء له من ذلك، فنجس، وإلا فطاهر؛ لأنا لا ننجس بالشك، ويطهر الحمام بمرور الماء عليه سبع مرات، إحداهن بطَفْلٍ مما يغتسل به فيه؛ لأن الطفل يحصل به التتريب، كما صرح به جماعة، ولو مضت مدة يحتمل أنه مر عليه ذلك، ولو بواسطة الطين الذي في نعال داخليه، لم يحكم بنجاسته. انتهى.
وكيفية تطهير نجاسة الكلب من منزلك: أن تغسل كل موضع تحققت من نجاسته سبع مرات، إحداها بالتراب, أو ما يقوم مقامه من صابون, أو نحوه.
أما المواضع التي تشك في نجاستها, فلا يلزمك غسلها, وراجع الفتوى رقم: 204526
ثم إنا ننصحك بإخراج الكلب المذكور فورًا من بيتك؛ لما يترتب على بقائه عندك من انتشار النجاسة في بيتك, وفي ذلك من الضرر, والحرج ما لا يخفى, إضافة إلى ما قد يجلبه لك من مخاطر صحية, كما سبق في الفتوى رقم: 46235.
ولمزيد فائدة راجع الفتوى رقم: 23541، وهي بعنوان: اقتناء الكلاب الجائز، والممنوع.
والله أعلم.