الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيراً على حرصك على الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، واعلمي أنّ الأصل مراعاة الأهمّ فالأهمّ في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، لكنّ ذلك لا يعني الامتناع من النهي عن المنكر الأخف، إذا كان صاحبه متلبساً بمنكر أشد، فالواجب الأمر بالمعروف كله، والنهي عن المنكر كله حسب القدرة، وإذا تعذر الجمع بين الأمرين، قدم الأهم.
قال العز ابن عبد السلام -رحمه الله-: فمن قدر على الجمع بين الأمر بمعروفين في وقت واحد، لزمه ذلك؛ لما ذكرناه من وجوب الجمع بين المصلحتين، وإن تعذر الجمع بينهما، أمر بأفضلهما. قواعد الأحكام في مصالح الأنام.
وإذا تعذر الأمر بالمعروف الأهم، أو النهي عن المنكر الأشد، لم يسقط الأمر، أو النهي عما سواهما، فإن الميسور لا يسقط بالمعسور.
وللمزيد عن ضوابط الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، راجعي الفتوى رقم: 36372.
والله أعلم.