الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله عز وجل أن يزيل عنك الهم والغم، ويكشف الكرب، وأن يصلح حال أبيك وزوجته، والوصية بالصبر من أهم ما يقال في هذا المقام، فهو الذي يتسلى به المسلم عند المصائب، وينال به خير الدنيا والآخرة. وراجعي فضائله في الفتوى رقم: 18103.
واحرصي على الدعاء، وسؤال الله عز وجل العافية من كل بلاء، وهنالك أدعية تناسب المقام الذي أنت فيه، ضمناها الفتوى رقم: 70670.
ومن الحلول التي نقترحها عليك السعي في أمر الزواج، والاستعانة في ذلك بالثقات من الأقارب، وصديقاتك، فقد يرزقك الله زوجا صالحا، يخلصك مما أنت فيه، ويعينك في أمر دينك، ودنياك. ويجوز للمرأة شرعا أن تبحث عن الزوج الصالح، كما بينا في الفتوى رقم: 18430.
والانفراد عن أبيك، والسكن مع إحدى صديقاتك، جائز إن أمنت الفتنة.
قال زكريا الأنصاري في أسنى المطالب: وتسكن البالغة، العاقلة، غير الُمزوَّجَة حيث شاءت، ولو بكرا، والأولى لها بيت أحد أبويهما إن كانا مفترقين، وبيتهما إن كانا مجتمعين، أي سكناها به؛ لأنه أبعد عن التهمة. اهـ.
وأما السفر للخارج عند الحاجة إليه، فلا حرج فيه إن كان البلد الذي ترغبين في السفر إليه تأمنين فيه على دينك، ونفسك. والأصل أنه لا يجوز للمرأة السفر بغير محرم؛ للنصوص الصحيحة التي جاءت بها السنة النبوية، وراجعيها في الفتوى رقم: 6219، وقد رخص بعض أهل العلم للمرأة عند العذر في السفر بغير محرم، إذا أمنت على نفسها الفتنة، وراجعي بشأن ذلك الفتوى رقم: 291967، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.