الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعلاج هذه الوساوس هو تجاهلها، والإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، واعلم أن هذه الوساوس لا تؤثر في صحة إيمانك ما دمت كارها لها، نافرا منها، بل كراهيتك لها دليل على صدق إيمانك، وأنت مأجور ما دمت تجاهدها، وتسعى في التخلص منها، وانظر الفتوى رقم: 147101.
واعلم أن الجاهل غير مؤاخذ؛ كما قال تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ {الأحزاب:5}.
فعليك أن تجتهد في التعلم، فإن العلم الشرعي هو من أعظم ما يبعد عنك هذه الوساوس.
وأما ابتلاء الله للأنبياء بالمصائب، فله في ذلك حِكَم عظيمة كرفع درجاتهم، وأن يكونوا في الصبر أسوة لمن بعدهم، ولئلا يغلو فيهم أتباعهم، فيرفعوهم فوق منازلهم التي أنزلهم الله إياها، إلى غير ذلك من الحكم.
والحاصل أن عليك أن تستمر في مدافعة هذه الوساوس، وأن تعلم أنك على التوحيد والملة بحمد الله، وأن إيمانك لا يتأثر بمجرد هذه الوساوس.
والله أعلم.