الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اطلعنا على بعض كلام العلماء في أسرار هذه الزوائد، فقد قال السيوطي في الإتقان: وزيدت ياء في: نبائ المرسلين ـ وملإيه، ملإيهم، ومن آنائي اليل في طه، من تلقائي نفسي، من ورائي حجاب، في شورى، وإيتائي ذي القربى، في النحل، ولقائي الآخرة في الروم، بأييكم المفتون، بنيناها بأييد، أفإين مات، أفإين مت، وزيدت واو في أولوا، وفروعه وسأوريكم ـ قال المراكشي: وإنما زيدت هذه الأحرف في هذه الكلمات نحو: جايء، ونبائ، ونحوهما للتهويل والتفخيم والتهديد والوعيد، كما زيدت في: بأييد ـ تعظيما لقوة الله تعالى التي بنى بها السماء التي لا تشابهها قوة. اهـ.
وقال الزركشي في البرهان في علوم القرآن: الواو زيدت للدلالة على ظهور معنى الكلمة في الوجود في أعظم رتبة في العيان مثل: سأوريكم دار الفاسقين، سأوريكم آياتي ـ ويدل على ذلك أن الآيتين جاءتا للتهديد والوعيد. اهـ.
وفي تفسير الألوسي: وقرأ الحسن: سأوريكم ـ بضم الهمزة وواو ساكنة وراء خفيفة مكسورة، وهي لغة فاشية في الحجاز، والمعنى سأبين لكم ذلك وأنوره على أنه من أوريت الزند، واختار ابن جني في تخريج هذه القراءة -ولعله الأظهر- أنها على الإشباع كقوله: من حيثما سلكوا ادنو فانظور. اهـ.
وقال المارغني في دليل الحيران على مورد الظمآن: ومما وجهوا به زيادة الواو في هذه الكلمات أنها لتقوية الهمزة وبيانها، أو للدلالة على إشباع حركتها من غير تولد واو لتتميز عن الحركة المختلسة. اهـ.
والله أعلم.