الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فينبغي للمسلم الحرص على أن تكون له خبيئة من عمل صالح لا يعلم بها غيره؛ لقول نبي الله صلى الله عليه وسلم: من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل. رواه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
وفي شرح صحيح البخاري لابن بطال: أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لبلال: حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة؟ قال: ما عملت عملا أرجى عندي، أني لم أتطهر طهورا في ساعة ليل أو نهار، إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي. قال المهلب: فيه دليل أن الله يعظم المجازاة على ما ستر العبد بينه وبين ربه، مما لا يطلع عليه أحد، ولذلك استحب العلماء أن يكون بين العبد وبين ربه خبيئة عمل من الطاعة، يدخرها لنفسه عند ربه، ويدل أنها كانت خبيئة بين بلال وبين ربه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يعرفها حتى سأله عنها. انتهى.
وبناء على ما سبق, فبإمكان السائل أن يكون له خبيئة من عمل صالح لا يعلم بها غيره مثل قيام الليل في مكان منفرد, أو المواظبة علي الوضوء دائما، أوصدقة على محتاج يخفيها, أو نحو ذلك، وأبواب الخير وطرقه كثيرة جدا، ولله الحمد والمنة والفضل.
والله أعلم.