الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا القول صحيح، لما ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام قال قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت كم بينهما؟ قال: أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله، فإن الفضل فيه.
أما الذي قام ببناء المسجد الأقصى، فقد اختلف فيه على أقوال كثيرة، ذكرها الحافظ ابن حجر في فتح الباري عند شرحه لهذا الحديث، وكذا ذكر غيره الاختلاف في ذلك.
فمما قيل في ذلك أن الذي بناه هو آدم عليه السلام، وقيل إبراهيم عليه السلام، والظاهر- والله أعلم أن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم هو الذي بناه، وأما بناء سليمان عليه السلام، فالصحيح أنه بناء تجديد لا تأسيس، لأن بينه وبين إبراهيم أزمنة متطاولة أكثر من أربعين سنة.
والله تعالى أعلم.