الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على المؤمن والمؤمنة التسليم لأمر الله في قدره وشرعه، وليعلما أن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم لا يشرعان شرعاً إلا وفيه المصلحة للفرد والجماعة والأمة، وفيه خير الدنيا والآخرة فقد قال الله تعالى: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ [القصص:68]
وقال سبحانه وتعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً [الأحزاب:36].
وإن مما قضى به الله ورسوله الحث على تكثير النسل لإعمار الأرض بطاعة الله وعبادته ولعزة وإعلاء كلمة الله تعالى.. وغير ذلك من المقاصد الكثيرة، وتحديد النسل أو قطعه ينافي مقاصد الشريعة النبيلة، وقد جاءت الأحاديث النبوية الحاثة على إكثار النسل، منها ما أخرجه
أبو داود والنسائي والبيهقي عن
معقل بن يسار مرفوعاً:
تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة. ،
ولأحمد والطبراني في الأوسط، وسنن
سعيد بن منصور عن
أنس قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالباءة وينهى عن التبتل نهياً شديداً، ويقول: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة. وصححه
الحاكم وابن حبان.
فعلى المسلم الامتثال لأمر الله وأمر رسوله، ولعله أن يكون من بين هؤلاء الأولاد من يصلحه الله فينفعه في حياته ويدعو له بعد وفاته، فقد ورد في صحيح
مسلم عن
أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له. ، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم:
636.
والله أعلم.