الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما فعلت من الرفق بهذه القطط، وتوفير الطعام والشراب لها خلق محمود شرعًا، تؤجر عليه ـ إن شاء الله تعالى ـ ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينما رجل يمشى بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئرًا فنزل فيها فشرب، ثم خرج، فإذا هو بكلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه حتى رقي، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرًا، فقال: في كل كبد رطبة أجر.
ولا شيء عليك فيما حصل لهم من المرض، أو الامتناع عن الطعام، وقد يكون الأفضل عدم حبسهم بالبيت، وتركهم ينطلقون ويأكلون من خشاش الأرض.
والله أعلم.