الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحمد لله الذي وفقك للتوبة من هذا الإثم، ونبشرك بما وعد الله تعالى به التائبين، كما جاء في سورة الفرقان: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الفرقان: 70}، وقوله عز وجل: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ {البقرة: 222} . فكفى بمحبة الله للتائب غنيمة يرجع بها من توبته، وفي الحديث: التائب من الذنب كمن لا ذنب له، رواه ابن ماجه والبيهقي، وقال صلى الله عليه وسلم: وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ، رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني،ومما يعينك على الاستمرار في هذا الطريق القويم صحبة الأخيار الصالحين الذين يذكرونك بالطاعة إذا نسيت، ويعينونك عليها إذا ذكرت، ويردونك إلى الجادة إذا حدت عنها، كما ننصحك بالبحث عن العلماء الصادقين وحضور دروسهم ومحاضراتهم، واجعل لنفسك وقتاً تحفظ فيه القرآن، وما استطعت من الحديث، واقرأ من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة الصحابة والتابعين، فإنك تجد فيهم الأسوة الحسنة، والمثل الأعلى، نسأل الله لنا ولك الثبات والرشد.
والله أعلم.