الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأنت -أيتها الأخت الكريمة- على خطر عظيم إن لم تبادري بالتوبة النصوح مما أنت عليه من المنكرات الشنيعة، والأفعال الفظيعة، وخاصة ترك الصلاة، فإن ترك الصلاة أعظم من الزنى، والسرقة، وشرب الخمر، وقتل النفس ـ عياذًا بالله ـ بل هو كفر عند بعض أهل العلم، وراجعي الفتوى رقم: 130853.
ولا يغرنك إمهال الله تعالى لك، فإنه سبحانه قد يمهلك لتتوبي إليه، وتنيبي له، ولا تظني أن الموت منك بعيد، فما أكثر من يموتون في سن الشباب، وفي مصارع من حولك أعظم عظة لك لو كنت تتعظين، وإذا كنت تستحيين من أمك وإخوتك، فالله تعالى الذي خلقك وسواك وعدلك، والذي هو مطلع على مثاقيل الذر من عملك، والذي هو محيط بك، متصرف في جميع شأنك أولى وأحق أن تستحيي منه، فاستحضري اطلاعه عليك، وإحاطته بك، وأنه لا يخفى عليه شيء من أمرك.
واعلمي أنك لو مت على هذه الحال فأنت على خطر عظيم، وأكثري الفكرة في النار وما أعد الله لأهلها من النكال والأغلال، وتفكري في نعم الله عليك، واحذري زوالها، فإن معصية الله تعالى تزيل النعم وتمحق البركة، فإن كنت تخشين أن يسلبك الله هذه النعم، فلا تتمادي على معصيته، ولا تصري على مخالفة أمره، ومن الآن فابدئي بتغيير نفسك تغييرًا حقيقيًّا، مستعينة على ذلك بالدعاء واللجأ والتضرع إلى الله تعالى أن يهديك ويشرح صدرك، وبمجاهدة نفسك، وحملها على طاعة الله تعالى، واصحبي الصالحات اللاتي تعينك صحبتهن على طاعة الله تعالى، وتقربك منه، وليكن خوفك من الله، وحياؤك منه سبحانه، وراقبيه في السر والعلن، واعلمي أن ما عند الله من الرزق، كالزوج الصالح، ونحو ذلك مما تحتاجين إليه لا ينال إلا بطاعة الله تعالى، كما قال جل اسمه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2ـ3} -نسأل الله أن يهديك صراطه المستقيم، وأن يمن عليك بالتوبة النصوح-.
والله أعلم.